نظرة نسوية خاصة



    بغض النظر عن اختلافاتنا الإجتماعية والإقتصادية وطبيعة المكان الذي نشأنا فيه إلا أن كل شخص يمتلك رؤيته الخاصة التي تكونت من تجاربه وظروفه. ينطبق الأمر ذاته على النسوية، أعتقد كل امرأة تمتلك نظرة نسوية خاصة بها، بالطبع أننا نتشارك النقاط المحورية ولكننا نختلف في التفاصيل الصغيرة تلك التي تنتج من نظرتنا الخاصة وتصوراتنا عن الحياة وطبيعة مجتمعاتنا.
الاختلافات الصغيرة برغم من بساطتها إلا أن البعض لا يتقبلها ويحولها إلى جدالات كبرى، فبعض النساء تعتقد أنها تملك أوسمة الشرف النسوي لتمنحها من تشاء من النساء، توظف الخطاب النسوي ليس لخدمة النساء وقضاياهم بل لتسكت الاخريات، تستخدم السلطة النسوية كسلاح يوجه لكل من تريد النيل منه، تحول النسوية من حركة ثقافية وقوى اجتماعية إلى عمل سطحي غايته فقط الإنتصارات الوهمية.
الحركات الاجتماعية لم توجد لأجل التقديس والتبجيل، البشر لم يثورون طوال التاريخ لأجل خلق المزيد من القيود بل للتحرر وحل مشكلات الواقع، وهذا سبب نشأة النسوية الغربية التي انطلقت من واقعها لحل مشكلاتها، والنسوية الإفريقية والهندية كذلك حين لم تكن النظريات النسوية الغربية كافية لحل قضاياهم أوجدوا نظريات نسوية جديدة تتناسب مع بيئاتهم. الحركة ليست جامدة ولا مقدسة ولا قوانين كونية بل هي مرنة وموجودة لمساعدتنا، لكن البعض للأسف يعلقون في مرحلة تقديس الحركة والعيش فيها ينسون العودة إلى الواقع، ينسون مشاكل المرأة العربية، تستورد قضايا سطحية لا تهم واقع المرأة العربية.
إذا كانت النظريات النسوية الموجودة حالياً لا تكفي لحل مشاكل المرأة العربية، ما المانع من إيجاد نظريات جديدة تحل مشاكل النساء العربيات.نحتاج الى إعادة الربط بين النسوية وحياة المرأة العربية، فالإنفصال الذي يحدث حالياً يخلق فجوة بين الواقع العربي والنسوية.
خلاصة القول، أن المرأة العربية التي استطاعت أن  تحرر عقلها من أشخاص يتّبِعون تقاليد راسخة كمعابد عتيقة، ورفضت أن تكون ضحية لأنظمة جائرة هي امرأة شجاعة ونسوية بطريقتها الخاصة حتى وإن كان جهدها قليل وحتى وإن كانت تملك نظرة مختلفة يكفي أن تؤمن بأحقيتها للعيش بمساواة وحرية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرمجة منتج نسائي استحوذ عليه الرجال

تأملات في الذكاء الاصطناعي

الأسباب الغائبة

أشلاء

هي ...

الأمومة الموحشة

استبداد الذكورية على الرجال