المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف انثروبولجيا

استبداد الذكورية على الرجال

صورة
     منذ أن بدأت اكتب في النسوية، وتركيزي كله منصب على فهم الواقع والمشاكل المحيطة بالمرأة من خلال فهم المرأة، كنت أبحث عن الإجابات في كتب النسويات والنظريات النسوية، أو من خلال الاحتكاك بالنساء والسماع منهن، لكن منذ فترة توقفت وبدأت أفكر بأنني طوال الوقت أبحث في نفس المنطقة التي تبحث فيها غالبية النساء، ربما الإجابة في المنطقة الأخرى في الوكر المحرم علينا نحن النساء الاقتراب منه، ربما من كان جزء من المشكلة هو ايضاً يشكل جزءٍ من الحل. قررت أشمر عن ساعدي وأتوغل في وكر الذكورية لعلي أطلع على فردوسهم الموعود، فلطالما تم تصوير الذكورية في أذهاننا على أنها جنة الرجال وجحيم للنساء، اتفق مع الثانية لكن مع الأولى لدي شك هل حقًا تبدو لهم كالجنة أو هي جنة لدى القلة منهم، أو ربما هي كجنة الأديان مكان يسكن في المخيّال البشري بينما في الواقع لا يوجد إلا الجحيم للجميع. بدأت بسؤال من حولي، وعبر الانترنت. ما ضرر النظام الأبوي عليك كرجل؟ "اعتقد مشكلة الذكورية الأزلية هي القوالب اللي تضع فيها كل جنس. فأنا كرجل يجب أن أكون على الدوام القوي الشجاع القوَّام طوال الوقت. وهذا بحد ذاته مسؤولية غير عادلة،

الجندر وعلاقته بعدم المساواة بين الجنسين

صورة
    عندما أنجبت أختي ابنها الوحيد بعد ثلاث فتيات كانت مهمة تنشئته أشق عليها من ولادته. ولد طفلها في عالم مألوف مثالي متكامل لكنه باللون الوردي، وفي شرع البشرية من الجُرم أن تتلطخ أقدام صبي بذلك اللون.  فبدأت أختي وزوجها بمحاولة تجنيد الطفل المسكين وانتزاعه من عالم أخواته حتى لا يصبح "فتاة" على حد قولهم، وكأن الأعضاء والهرمونات ستتغير بمجرد تغير لون الملابس، فكان هناك ألوان مجرّمة وألعاب محظورة وكلمات محرمة.  نشأ الطفل يلعب متنقلاً بين عالمين متلاصقين، عالم أخواته المألوف الذي يسمح له أن يستأنس به لكن لا يترك آثاره تعلق به وإلا سيحكم عليه بالضلال، وعالم مجهول غريب عنه لم يألفه له قواعد عنيفة، وكلمات قاسية، وممرات وعرة ينبغي عليه أن يعبرها ليثبت استحقاقيته لحمل تلك الكروموسومات. لم تكن أختي وزوجها ذو تصرفات غريبة ربما سردي هو ما جعلها عملية غير مألوفة، لكنها عميلة اعتيادية تجري داخل الأسر، منذ لحظة الولادة ينطلق الوالدين في عملية بناء الذكورة والأنوثة، وتتحول البيوت إلى مختبرات بشرية ضخمة لصناعة قيم وسلوكيات تتناسب مع جنس كل مولود. يكفي أن تسير في الشارع لترى بوضوح نتيجة تلك ال

تحليل لتراكمات الثقافية والتاريخية التي ساهمت بانحسار دور المرأة عبر التاريخ

صورة
   "الطريقة الصحيحة للخلق بالنسبة إلى المرأة - أية امرأة - هي رحمها لا عقلها".      يظن الروائي بيامي أن وجود رحم للإنجاب يتنافى مع وجود عقل ينتج، لم يكن الأول أو الوحيد الذي اعتقد أن هناك علاقة عكسية بين وجود الرحم والعقل، فحتى نهاية القرن 19 كان الطب النفسي يعتقد أن هناك مرض عقلي يصيب النساء بسبب وجود الرحم (Female hysteria) ولا يصيب إلا كل امرأة فقدت زوجها أو رفضت سلطة الرجل.  الفقه الإسلامي لم يكن بعيداً عن تلك الافتراضات فهو أيضًا مشحون بالأحكام والتشريعات التي تحمل تصريحات مباشرة لاحتقار المرأة ووصفها بنصف العقل وإشعارها بانعدام الأهلية.   كثيرًا ما تم تبرير الأفعال الذكورية الاقصائية بالاختلاف البيولوجي، وكأن النساء حكم عليهم بالطرد واللعن والإقصاء لأنهن يملكن عضو مختلف عنهم. لماذا امتلاك عضو مختلف يجعل من الحياة صعبة؟  لماذا يقرر كائن آخر أن يربط قيمته وأخلاقه وشرفه بعضو لا يخصه في  جسد آخر ؟  أو لماذا مجتمع كامل يتحولون لكلاب حراسة حول أعضاء نسائهم؟    طوال التاريخ كان الرحم لغز محير للبشرية، ففي الأزمنة الغابرة رفع إلى الألوهية وعبد كالآلهة، وفي أزمنة مظلمة نبذ ولعن