المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف سعادة

هي ...

صورة
  أراقب من بعيد وبهدوء، ثم أختار من يرتقي ليكون الأنِيس لوحدتي، هكذا اصطفيت جلّ صداقاتي وعلاقاتي، إلاّ هي. هي من لعبت دور الإله بدلاً عني، هي من اصطفتني دون العالمين. لا أتذكر لحظة لقائنا الأول، لكنها لا تنفك عن تذكري بتلك اللحظة وكيف لا تزال محفورةً بأدق تفاصيلها في ذاكرتها، تتفاخر بسردها أمام كل عابر وغريب. و كلما سردت تلك اللحظة السرمدية، توهجت عيناها ابتهاجًا لم تَذوي السنين وهّجه. بحسب روايتها، اختارت أن أكون صديقتها منذ اليوم الأول الذي دخلنا فيه مدرسة المتوسطة كطالبات جديدات، وقفت عند الباب مذعورة، بوجه شاحب وخطى مرتابة، بجانبي أمي التي تحمل ملفًا أخضر كبيرًا. تقول: "لفت نظري كيف لم تكوني تلبسين عباية! نظرت إليك وإلى نفسي، كنا نحمل نفس الاسم وبنفس العمر وبنفس الطول، فلماذا كنت ألتف بالسواد أما أنتِ فلا؟ تفحصت بإعجاب فستانك القصير، وشعرك المسرح بعناية، وحلمت كل ليلة أن أملك ذاك الفستان." - تخرجنا من الجامعة وهي لا تزال تذكر لي ذلك الفستان الذي لا أتذكره، ولا أعلم لما رسخ بقوة أحفوريّة بذاكرتها - في هذه اللحظة ابتدأ كل شيء بالنسبة لها. في الصف، جلست في المقعد الذي أمامها

ما الذي يسعدك؟

صورة
     بدأ حديثه لأول مرة بسؤال "ما الذي يسعدك؟"   سؤال يشبه أسئلة أطباء النفس ومطوري الذات، تلك الأسئلة التي لا فائدة منها سوى منح الطبيب دور البطل المنقذ، ليشعر في ختام الجلسة أنه منح طوق النجاة لمريضه وأنار له دهاليز روحه، والواقع أن المريض لا يزال غارقاً بالوحل، متخبط في دوامات قلقه.  لم أكن لحظتها أملك إجابة على سؤاله، لو كان سؤاله "ما الذي يمنحك المتعة؟" لكانت الإجابة أسهل، وكان بإمكاني سرد قائمة طويلة حول أشياء مادية وغير مادية تمنحني المتع المؤقتة، لكن السعادة لا تعني المتعة أو اللذة، ولا تتحقق من خلال إشباع مؤقت لرغبات لحظية.   لا أعلم لماذا أرهقني سؤاله كان مجرد سؤال بسيط من شخصٍ غريب فلما علق بذهني لأيام!   سؤاله العابر جعلني أفتح حقائب ذاكرتي أفتش عن سعادتي، كنت خائفة وقلقة ألا أجد شيء!   أتذكر بداية العشرين مرحلة الشغف والحماس في البحث والتعلم، كانت هناك قاعدة سحرية لتحقيق السعادة تتمثل من خلال إحراز أعلى نقاط في الجوانب التالية: الجانب الذاتي؛ المتمثل في (الروح، والصحة، والجسد، والنفس). والجانب الاجتماعي؛ المتمثل في (العائلة، والأصدقاء، والمهنة).  ولتصل