المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف فلسفة

تأملات في الذكاء الاصطناعي

صورة
                       في (٢٠١٥م) نشرت الصحيفة البريطانية (The sun)  تغريدة عن إمكانية إقامة علاقة جنسية مع الروبوتات، بعد ثمان سنوات في شهر مايو من (٢٠٢٣م) تم إعادة تداول التغريدة بين المغردين مُبشرين بقرب تحقيق الحلم. الصحيفة البريطانية لم تكن أول من طرح الفكرة، فقد تناقلت العديد من الأعمال السينمائية والأدبية، والصحف والمجلات العالمية هذه الفكرة بتوقعات خيالية و آمال حالمة و مزاعم متباينة، أقرب الأعمال السينمائية واقعية في تجسيد مستقبل علاقة الإنسان مع الروبوتات كان الفيلم الألماني (I'm your man _2021) الذي سأستند على شخصياته و أحداثه خلال هذه المقالة لتقريب الصورة للقارئ. أهم الشخصيات بالفيلم "ألما" البشرية و "توم" الذكاء الاصطناعي المتجسد في صورة بشري. "توم" يبدو كإنسان لدرجة لا تكاد تفرق بينه و بين الإنسان حقيقي؛ يملك جسد من السليكون يشبه إلى حد كبير الجسد البشري في ملمسه و شكله الخارجي، يملك حواس تعمل بإتقان كما تعمل حواسنا فيستشعر الضوء و الصوت ليستجيب لهما بشكل تلقائي، ليس هذا فحسب، فقد كان يمتلك صوتًا بلكنة ...

التفاهة جوهر الوجود

صورة
  "التفاهة هي جوهر الوجود" أخر جملة ختم بها كونديرا كل أعماله. لتتخيّل العالم كما تخيله ميلان كونديرا حفلةً ضخمةً من التفاهةِ، الجميع مدعوُّ للحفلة من عظماء التاريخ، العباقرة، الفلاسفة، الحمقى، الطّغاة، وحتى المشرّدين والمهمشين، والصعاليك والمجانين. يتظاهر الجميع بأن الحفلة لا تنتهي، كل الأحداث تتخذ صورة العبث اللانهائيّ.  المقاعد الأولى ستكون من نصيب ملاك اليقين متلحفين معاطف العقول، يسطعون كنجومٍ تحت هالة الأضواء، أولئك الذين يسعون لترويض العقول كما تروض الحيوانات، يختلقون قضايا وهميّةً لِيثملُون أيّامٍ وسنواتٍ عليها.   يجلس خلفهم حَفنةً من الطفيليين والانتهازيين، يستغلّون كل ما يقوله ويكتبه من سبقهم، يقتاتُون على ما يبصِقُونهُ ذوي المقاعد الأولى،يشربون ما تبقّى في الكؤوس، يدورون في زوبعاتِهم المصطنعة، وحين يصابون بالدّوار يلعنون الوعي.  بقية المقاعد تتكدس بالبسطاء اللامبالين، والحمقى السعداء. عند الأبواب يقف أولئك الذين يرغبون بالخروج مبكرًا  لانعدام رغباتهم في الاستمتاع. بين الزوايا وتحت الظلال يقبع شاردِي الذهن المنهمكين في طحن الأفكار، يتحسسون من الأضواء و...

الأخلاق النسوية

صورة
     ما دفعني لكتابة هذا المقالة والبحث عن موضوع "الأخلاق النسوية" هي قصة الشيخة/ جوزاء بندر التمياط، تلك السيدة النبيلة كانت من أشهر نساء حائل في القرن الماضي، عُرفت بحكمتها وكرمها ونبلها وقوة شخصيتها، كانت امرأة محبة قوية ومؤثرة في مجتمعها، كان لها مجلسها الخاص جيثُ يجتمع فيه رجال قبيلتها ونسائهم، و يلجؤون إليها لحل مشاكلهم ومساعدة المحتاجين وعتق الرقاب.  بعد وفاة زوجها سعود الرشيد تزوجت من فهد بن هذال وحينما أدرك حسن أفعالها وكرمها لدرجة مساواتها له بالنبل بادر بطلاقها، وحينما سئل عن سبب الطلاق أجاب بلهجته "ما يجتمع شيخين في بيتٍ واحد".  التعليق المعتادة على تلك القصص "الرجال ما يملى عينهم إلاّ تراب" لكنني لا أريد أن أكتب أو أفكر بطريقة اعتيادية، لذا حاولت أن أفهم لماذا لا نتساوى في الأخلاق؟  لماذا هناك قصص تحكي عن كرم ونبل الرجال، بينما النساء يحكى عنهم قصص الحياء والصبر والتضحية بالنفس لأجل الآخر؟ لماذا هناك أخلاق تعتبر فضيلة حين توصف بها النساء لكنها حينما تنسب للرجال تعتبر رذيلة؟ كالحياء والرعاية والمرونة والعطف وغيرها.. أن الأخلاق ترتكز بشكل أساسي ...

آين راند عدوة النسوية الخائنة لجنسها

صورة
     آين راند من اكثر الشخصيات جدلاً في القرن العشرين، ألهمت جيلاً كاملاً من الأمركيّين، ففي عام 1991م اعتبرت روايتها" Atlas Shrugged ثاني أكثر الكتب تأثيراً بعد الإنجيل. فقد أثارت زوبعة حينما اعتبرت الأنانية فضيلة، والإيثار رذيلة، والرأسمالية أعلى الإنجازات البشرية. حينها وكما استغل النازيون فلسفة نيتشه؛ استغل اليمينيين المتطرفين فلسفتها. كتبت آين راند في مذكراتها " كان لدي خلاف مع الفلسفة وقواعدها الأخلاقية فكان علي أن أؤسس تفكيري الخاص" أسست فلسفتها التي سمتها بـ "الموضوعانية" Objectivism  وتنص فلسفتها على ان الواقع موجود بشكل مطلق وموضوعي، ومنفصل عن الوعي والمشاعر والرغبات، فهو موجود كما هو وليس كما نريد أن يكون، وتنمي الانسان خلاف ذلك لن يغيره. والعقل هو الوسيلة التي يملكها الإنسان لفهم ذلك الواقع، ليس وظيفة العقل خلق واقع جديد بل فهم الواقع الموجود. الأخلاق في اعتقادها لا ترتكز على الإيمان ولا على الأهواء العشوائية ولا القوانين التعسفية ولا العواطف، وإنما على العقل ويمكن إثباتها بواسطة المنطق.  والإنسان غاية في ذاته وليس وسيلة لغايات الآخرين يعيش لنفسه و...