المشاركات

العلاقات بين الجنسين

صورة
   بنظرة متفحصة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي سنجد أكثر الموضوعات تداولاً هي "العلاقات بين الجنسين" المفارقة أن أغلب تلك العلاقات يغلب عليها السُمّية، والنصائح المتصدرة من الإستشارات على CuriousCat قائمة على التحريض والإنفصال أو على سرديات لعلاقات مؤذيّة! بالرغم من غرقنا بالعلاقات وهوسنا بها إلا أننا أقل فهم لماهيتها، تعود أسباب امتلاكنا مصادر سيئة لفهم العلاقات إلى: أولاً: العلاقات بين الجنسين في ثقافتنا قائمة على القانون شرعي لا على الإلتزام الأخلاقي، والقانون تتمثل مهمته في الردع لا التعليم، والأخلاق تحتاج إلى تعلم وفهم حتى تردع الإنسان، وبالتالي نشأ مجتمع مهمتهم إتباع القواعد والسلوك لا الإلتزام أخلاقياً. ثانياً: إنعدام التفكير الأخلاقي جعل أساس التواصل بين الجنسين قائم على إنعدام الثقة، والتجرد من احترم الاخر، علاقات قائمة على اللذة المؤقتة التي يمكن إنهاؤها متى نشاء بلا إلتزامات أخلاقية ولا تحمل آثاراً جانبية. ثالثاً : العلاقات ترتكز على معادلة "اختلال توازن القوى" أحدى طرفيها المانح المُستغِل، و الآخر العاجز الاتكالي،  وبناءاً على ذلك المفهوم استمر المجتم

هل أخطأ الإله حين منح النساء عقول

صورة
"اليوم فقدت عملي، هنا لا يهم أن تفقد المرأة عملها فهو مجرد تسلية، لا ينظر لعملنا ودراستنا بالنظرة الجادّة كما ينظر لأعمالهم" هذا ما قالته صديقتي بعد أن فقدت عملها خلال أزمة كورونا، فما كان من زوجها إلا أن يمنحها تلك المواساة الباردة "وظيفتك على أيّةِ حال لم تكن مهمة وفقدانها خيرة لأجل أن يتسنّى لك العناية بالأطفال"     موقف صديقتي أعاد لي شي من ذكريات الطفولة، في طفولتي كان من عادة أبي وعمي إجراء مسابقات تعليمية بين الأطفال، كان الفوز في الأغلب من نصيبي كنت قادرة على هزيمة حتى الأكبر مني سناً من الصبيان، كنت أشاهد نظرة الفخر بعين أبي بالرغم أنه فخر باهِت، وأسمع صوت عمي يتردد "ليت الله عطى عقلها لواحد من خوانها" شعرت أنه يحاول سرقة جزء مني، وكأنه يطلب أن أنتزع أحد أعضائي لعدم استحقاقي لها، فحين تكون الملكية للمرأة يصبحون اشتراكيين وحين تكون للرجل يتحولون لرأسماليين.  حاولت طوال عمري احارب لأثبت أحقيتي لهذا العقل كطير يحلق كل يوم بلا هدف ليثبت للعالم أحقيته بالطيران، لكن محاولاتي اشبه بنقل صوتي عبر الفراغ، سحقت ذاتي في مجتمع يهدر طاقة النساء ثم يلومهم على ذل

الأخلاق النسوية

صورة
     ما دفعني لكتابة هذا المقالة والبحث عن موضوع "الأخلاق النسوية" هي قصة الشيخة/ جوزاء بندر التمياط، تلك السيدة النبيلة كانت من أشهر نساء حائل في القرن الماضي، عُرفت بحكمتها وكرمها ونبلها وقوة شخصيتها، كانت امرأة محبة قوية ومؤثرة في مجتمعها، كان لها مجلسها الخاص جيثُ يجتمع فيه رجال قبيلتها ونسائهم، و يلجؤون إليها لحل مشاكلهم ومساعدة المحتاجين وعتق الرقاب.  بعد وفاة زوجها سعود الرشيد تزوجت من فهد بن هذال وحينما أدرك حسن أفعالها وكرمها لدرجة مساواتها له بالنبل بادر بطلاقها، وحينما سئل عن سبب الطلاق أجاب بلهجته "ما يجتمع شيخين في بيتٍ واحد".  التعليق المعتادة على تلك القصص "الرجال ما يملى عينهم إلاّ تراب" لكنني لا أريد أن أكتب أو أفكر بطريقة اعتيادية، لذا حاولت أن أفهم لماذا لا نتساوى في الأخلاق؟  لماذا هناك قصص تحكي عن كرم ونبل الرجال، بينما النساء يحكى عنهم قصص الحياء والصبر والتضحية بالنفس لأجل الآخر؟ لماذا هناك أخلاق تعتبر فضيلة حين توصف بها النساء لكنها حينما تنسب للرجال تعتبر رذيلة؟ كالحياء والرعاية والمرونة والعطف وغيرها.. أن الأخلاق ترتكز بشكل أساسي

نظرة نسوية خاصة

صورة
    بغض النظر عن اختلافاتنا الإجتماعية والإقتصادية وطبيعة المكان الذي نشأنا فيه إلا أن كل شخص يمتلك رؤيته الخاصة التي تكونت من تجاربه وظروفه.  ينطبق الأمر ذاته على النسوية، أعتقد كل امرأة تمتلك نظرة نسوية خاصة بها، بالطبع أننا نتشارك النقاط المحورية ولكننا نختلف في التفاصيل الصغيرة تلك التي تنتج من نظرتنا الخاصة وتصوراتنا عن الحياة وطبيعة مجتمعاتنا. الاختلافات الصغيرة برغم من بساطتها إلا أن البعض لا يتقبلها ويحولها إلى جدالات كبرى، فبعض النساء تعتقد أنها تملك أوسمة الشرف النسوي لتمنحها من تشاء من النساء، توظف الخطاب النسوي ليس لخدمة النساء وقضاياهم بل لتسكت الاخريات، تستخدم السلطة النسوية كسلاح يوجه لكل من تريد النيل منه، تحول النسوية من حركة ثقافية وقوى اجتماعية إلى عمل سطحي غايته فقط الإنتصارات الوهمية. الحركات الاجتماعية لم توجد لأجل التقديس والتبجيل، البشر لم يثورون طوال التاريخ لأجل خلق المزيد من القيود بل للتحرر وحل مشكلات الواقع، وهذا سبب نشأة النسوية الغربية التي انطلقت من واقعها لحل مشكلاتها، والنسوية الإفريقية والهندية كذلك حين لم تكن النظريات النسوية الغربية كافية لحل قضاياه

الحب خليط من القداسة والحقارة

صورة
    العواطف الأساسية لدى الجنس البشري كالخوف والغضب والدهشة والحزن والفرح والاشمئزاز تشكلت بالإنتخاب الطبيعي دون أن تتعلمها، توجد بشكل تلقائي لدى الشخص منذ ولادته.  لكن عاطفة مثل الحب تعتبر عاطفة مركبة تتكون فيما بعد، ويتطلب وجودها لوعي، وهذه إحدى الأسباب التي أسبغت على الحب الغموض والدهشة، فهو من العواطف التي تتحكم بنا ولا نستطيع التخلص من سطوتها.  فقديمًا ارتقى الحب لمنزلة القداسة والألوهية، في ذلك الزمان كان كل شيء غامض ومجهول هو مقدس بالضرورة، فكيف بمشاعر تسيطر على الإنسان وتحركه بدون إرادته؟ كان هناك أساطير عديدة لتفسير الحب، أقربها لقلبي "أن البشر فيما مضى كانوا مخلوقات ذات ‏أربعة أذرع وأربعة أرجل ووجهين.  ‏وذات يوم أغضبوا الآلهة، فشطر (زيوس) كل واحد منهم إلى إثنين، ومنذ ذلك الوقت، فقد كل شخص نصفه أو نصفها الآخر".  ‏كانت تلك الاسطورة لأفلاطون فالحب في اعتقاده يتحقق حين تجد نصفك وكأن الحب يجعلنا مكتملين. ‏الفلاسفة القدماء تفسيراتهم للحب كانت خيالية وأسطورية لكنها تحمل معاني جميلة، بينما من جاء بعدهم كانوا على النقيض، نزعوا عنه قداسته وجماله وجردوه وأصبح حيواني ،فمثلاً اع

آين راند عدوة النسوية الخائنة لجنسها

صورة
     آين راند من اكثر الشخصيات جدلاً في القرن العشرين، ألهمت جيلاً كاملاً من الأمركيّين، ففي عام 1991م اعتبرت روايتها" Atlas Shrugged ثاني أكثر الكتب تأثيراً بعد الإنجيل. فقد أثارت زوبعة حينما اعتبرت الأنانية فضيلة، والإيثار رذيلة، والرأسمالية أعلى الإنجازات البشرية. حينها وكما استغل النازيون فلسفة نيتشه؛ استغل اليمينيين المتطرفين فلسفتها. كتبت آين راند في مذكراتها " كان لدي خلاف مع الفلسفة وقواعدها الأخلاقية فكان علي أن أؤسس تفكيري الخاص" أسست فلسفتها التي سمتها بـ "الموضوعانية" Objectivism  وتنص فلسفتها على ان الواقع موجود بشكل مطلق وموضوعي، ومنفصل عن الوعي والمشاعر والرغبات، فهو موجود كما هو وليس كما نريد أن يكون، وتنمي الانسان خلاف ذلك لن يغيره. والعقل هو الوسيلة التي يملكها الإنسان لفهم ذلك الواقع، ليس وظيفة العقل خلق واقع جديد بل فهم الواقع الموجود. الأخلاق في اعتقادها لا ترتكز على الإيمان ولا على الأهواء العشوائية ولا القوانين التعسفية ولا العواطف، وإنما على العقل ويمكن إثباتها بواسطة المنطق.  والإنسان غاية في ذاته وليس وسيلة لغايات الآخرين يعيش لنفسه و

المرأة الذكورية العائق ضد تحرير ذاتها

صورة
        تبدأ الحكاية من أول أسطورة تتغذى بها عقولنا حول النساء، ففي الأساطير جميع النساء جميلات لكنهن ساذجات، ثرثارات، لا يملكون أي قدرة سوى التوسل والبكاء، وإن ملكنا القدرة فهي تتجسد في الشر وتتمحور في الغيرة والكيد، ولا تعمل عقولهن إلا من خلال المكر والخداع، حتى أخلاقهن فهي كما يصفها نيتشه أخلاق الضعفاء والعبيد. صورة المرأة كانت تتجسد في خطين متوازيين، التقديس والتدنيس. فالتقديس لن تناله المرأة حتى تحول نفسها لأداة للولادة وترتفع قيمتها بدرجة خصوبتها، أو أن تكون كالدمية تتجرد من صفاتها البشرية تتحول لكائن اسطوري، تُصبغ بالمثالية وتجبر على التضحية والتفاني والعطاء. أما التدنيس فهو الشرف الذكوري الذي تناله جميع النساء فأجسادهم رمز للظلال والفتنة، وهذا الشرف لن تناله إلا من خلال الستر. ثم يأتي التحليل النفسي الفرويدي ليتوج تلك الخرافة بوهم المعرفة ويجعل جوهر المرأة "عبادة القضيب" وطبيعتها "المازوشية"! لم ينصف احد المرأة ويخرجها من تلك القوالب والأنماط إلا العلم فهو الحاكم العادل الذي يتساوى الجميع في محاربه. وبرغم نسف العلم لكل تلك الصورة النمطية التحقيرية حول طبيعة