صورة المرأة في الأدب والفن
مرت أسابيع وأنا أقرأ مذكرات سيلفيا شعرت وأنا أقرأها بشعور مُهيب، كيف لامرأة من القرن الماضي عاشت وماتت في قارة تبعد عني بعد المشرق عن المغرب، أن تفهم أفكاري ومخاوفي ومشاعري وكأنها تتلصّص علي من مكان وزمن مختلف لتكتب عني لا عنها! راودني ذات الشعور مع مذكرات سيمون "فتاة ملتزمة" ومع مذكرات إِليف شفق "حليب أسود" جميعها كانت مذكرات لنساء يختلفن معي باللغة والثقافة ونتباعد زمنياً ومكانياً لكن بطريقة ما أشعر أن هناك خيوط رفيعة تربطني بهم. يحدث الأمر ذاته حين أتفحص بشكل عشوائي حسابات بعض النساء التي تكون بعيدة عن الضجيج وأنوار الشهرة، من يتَّخِذن ركناً قصِيًّا ليكتبن فيه عن أنفسهن، فأجد نفسي بوسط تلك الكلمات، أفهم غضبهم ومخاوفهم، أشعر بحبهم وغيرتهم، أُدرك مقاومتهم لفقدان الأمل ومحاولاتهم العابثة لترميم الذات. بعد الانتهاء من مذكراتها كتبت عنها بحسابي على تويتر، فنصحني أحد المتابعين بفيلم يحكي عنها، توجهت مباشرة لمتابعته لكن الصدمة أن الفيلم صنع نسخة واحد من سيلفيا النسخة الأسوأ، صورها كامرأة غيورة ناقمة غاضبة، تجاهل جميع صراعاتها، تجاهل رحلة محاولاتها لفهم ذاتها، قد