المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

هل أخطأ الإله حين منح النساء عقول

صورة
"اليوم فقدت عملي، هنا لا يهم أن تفقد المرأة عملها فهو مجرد تسلية، لا ينظر لعملنا ودراستنا بالنظرة الجادّة كما ينظر لأعمالهم" هذا ما قالته صديقتي بعد أن فقدت عملها خلال أزمة كورونا، فما كان من زوجها إلا أن يمنحها تلك المواساة الباردة "وظيفتك على أيّةِ حال لم تكن مهمة وفقدانها خيرة لأجل أن يتسنّى لك العناية بالأطفال"     موقف صديقتي أعاد لي شي من ذكريات الطفولة، في طفولتي كان من عادة أبي وعمي إجراء مسابقات تعليمية بين الأطفال، كان الفوز في الأغلب من نصيبي كنت قادرة على هزيمة حتى الأكبر مني سناً من الصبيان، كنت أشاهد نظرة الفخر بعين أبي بالرغم أنه فخر باهِت، وأسمع صوت عمي يتردد "ليت الله عطى عقلها لواحد من خوانها" شعرت أنه يحاول سرقة جزء مني، وكأنه يطلب أن أنتزع أحد أعضائي لعدم استحقاقي لها، فحين تكون الملكية للمرأة يصبحون اشتراكيين وحين تكون للرجل يتحولون لرأسماليين.  حاولت طوال عمري احارب لأثبت أحقيتي لهذا العقل كطير يحلق كل يوم بلا هدف ليثبت للعالم أحقيته بالطيران، لكن محاولاتي اشبه بنقل صوتي عبر الفراغ، سحقت ذاتي في مجتمع يهدر طاقة النساء ثم يلومهم على ذل

الأخلاق النسوية

صورة
     ما دفعني لكتابة هذا المقالة والبحث عن موضوع "الأخلاق النسوية" هي قصة الشيخة/ جوزاء بندر التمياط، تلك السيدة النبيلة كانت من أشهر نساء حائل في القرن الماضي، عُرفت بحكمتها وكرمها ونبلها وقوة شخصيتها، كانت امرأة محبة قوية ومؤثرة في مجتمعها، كان لها مجلسها الخاص جيثُ يجتمع فيه رجال قبيلتها ونسائهم، و يلجؤون إليها لحل مشاكلهم ومساعدة المحتاجين وعتق الرقاب.  بعد وفاة زوجها سعود الرشيد تزوجت من فهد بن هذال وحينما أدرك حسن أفعالها وكرمها لدرجة مساواتها له بالنبل بادر بطلاقها، وحينما سئل عن سبب الطلاق أجاب بلهجته "ما يجتمع شيخين في بيتٍ واحد".  التعليق المعتادة على تلك القصص "الرجال ما يملى عينهم إلاّ تراب" لكنني لا أريد أن أكتب أو أفكر بطريقة اعتيادية، لذا حاولت أن أفهم لماذا لا نتساوى في الأخلاق؟  لماذا هناك قصص تحكي عن كرم ونبل الرجال، بينما النساء يحكى عنهم قصص الحياء والصبر والتضحية بالنفس لأجل الآخر؟ لماذا هناك أخلاق تعتبر فضيلة حين توصف بها النساء لكنها حينما تنسب للرجال تعتبر رذيلة؟ كالحياء والرعاية والمرونة والعطف وغيرها.. أن الأخلاق ترتكز بشكل أساسي